وقفت تتأمل نفسها في المرآة
شعر منسدل باهت ...
ووجه حزين شاحب
عينان تائهتان
تبحثان عن شيء ما!!
شيء ضاع منها
قد لا تجده أبداً
قد لا تعرف مثله بعد الآن !!
تغني ... تفتعل اللامبالاة ...
ثم ... تصمت فجأة كمن تلقى خبر موته القريب
كمن يقف على ركام أحلامه
تحاكي ماكانت متمسكة به
تركض هاربة مسكونة بسرابها
تخاف أن يفضحها قلبها وأنينه المدوي
قلبها المتعب ...
الخائر الذي أنهكته كل معارك البقاء
باتت معتادة على وجهها المبلل بالدموع
هي المرأة الحديدية المحسودة على قوتها على استحالة أن يدهشها شيء !!
هي نفسها الآن ...
شهيدة الضربة القاضية !!
لكمة صوبتها هي بدقة ...
أرادتها أن تكون الأخيرة فاغتالت بها ما تبقى منها !!
امرأة لم تركعها المآسي لم تأخذها مغريات الكون
سلاحها الإرادة الصلبة ... لاااا ...
بل السخرية من كل من يظن أنه قادر عليها
امرأة تضحك على الدنيا
تراقص القدر وتحتال عليه
تملأ الدنيا ضجيجاَ وجنوناً
حيث لا يجرؤ أحد على خرق السكون
امرأة لا تستهيب أحداً ولا يقلقها خوف .. أو حلم أو حتى زمن !!
هي نفسها ...
الآن يفخر الشوق بجلدها
يستمتع بقضم قلبها بشراسة
يغتصبها ببطء وتأن وبصوت عالٍ
كمن كسب رهاناً !!
لا تقوى على صده يسجل عليها هزيمة أبدية قاتلة
شوق جارف يقطع ضلوعها يلعب بأشلائها ... يهزأ من قدراتها ...
ينتقم من قوتها يسخر من هشاشة قلبها
ويخبرها أن زمنها قد ولى
قلبها نزف حتى القطرة الأخيرة !! غاب ........ تلاشى .......
أصبح ألة لفرض الحياة ... الحياة الخالية من الحياة !!
آآآآآه ي زمن
ممآ لآمسس مششآعري